أفادت مصادر قضائية في روما بأن السلطات الإيطالية أفرجت عن المهندس الإيراني محمد عابديني الذي تم توقيفه منذ 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بناءً على طلب تسليم من الولايات المتحدة، التي اتهمته بتوفير مكونات إلكترونية لتصنيع طائرات مسيّرة تم استخدامها في هجوم أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.
وبعد أسابيع من التكهنات حول الإفراج عنه، سمح وزير العدل الإيطالي كارلو نورديو يوم الأحد بالخروج من سجن “أوبرا” في ميلانو. وأكدت وزارة العدل الإيطالية أن طلب تسليمه إلى الولايات المتحدة لم يكن ممكناً إلا في حالة وجود “جرائم يعاقب عليها القانون في كلا البلدين”، وهو ما نفت السلطات الإيطالية وجوده في هذه الحالة.
وقد تزامن الإفراج عن محمد عابديني إلى إيران مع إطلاق سراح الصحافية الإيطالية تشيشيليا سالا قبل أقل من أسبوع.
يشار إلى أن سالا، التي تم اعتقالها في 19 ديسمبر الماضي من فندقها في طهران رغم حصولها على تأشيرة عمل صحافية، قضت 21 يومًا في زنزانة انفرادية بسجن إيفين في طهران. وخلال الأيام العشرة الأولى من احتجازها، لم تُوجَّه إليها أي تهم، قبل أن تتهمها السلطات الإيرانية بـ”انتهاك القوانين”.
منذ الإعلان عن اعتقال سالا، ربطت الصحافة الإيطالية قضيتها بإمكانية الإفراج عن المهندس الإيراني المعتقل في ميلانو، وهو ما تأكد لاحقاً. وأكدت سالا هذه الفرضية في مقابلة إذاعية بعد عودتها إلى روما.
وأشارت السفارة الإيرانية في روما في وقت سابق إلى أن قضيتي سالا وعابديني كانتا موضوع نقاش خلال اجتماع بين دبلوماسيين إيرانيين ومسؤولين من وزارة الخارجية الإيطالية.
وفي 4 يناير/كانون الثاني، قامت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بزيارة مفاجئة إلى مارالاغو في فلوريدا، حيث اجتمعت بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد ناقش الطرفان قضيتي سالا وعابديني.
وعقب عودتها إلى إيطاليا، استمرت ميلوني في البحث عن حلول تحقق التوازن في العلاقات بين طهران وواشنطن وروما. ورغم أن هناك اقتراحات بإخضاع عابديني للإقامة الجبرية، إلا أن إيران أفرجت عن سالا في 8 يناير، وأعقبت ذلك إيطاليا بإطلاق سراح عابديني الأحد 12 يناير.
وبحسب صحيفة “لاريبوبليكا”، فقد سعت الحكومة الإيطالية إلى إنهاء القضية بهدوء، مستغلة فترة الانتقال الرئاسي بين جو بايدن ودونالد ترامب، لضمان الإفراج السريع والهادئ عن عابديني.